نذر عبد المطلب بأن ينحر أحد أبنائه

0

المقال الثالث: نذر عبد المطلب بأن ينحر أحد أبنائه.

(ومضات على طريق السلوك)

خواطر حول ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم

(الاحداث العظام التي سبقت ميلاد خير الانام)

اعداد الشيخ: أحمد عبد العظيم عمرو

وكان عبدالله والد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، أمه فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة، وكان عبدالله أحسن أولاد عبد المطلب، وأعفهم وأحبهم إليه، وهو الذبيح، وذلك أن عبد المطلب لما تم أبناؤه عشرة، وجاء في الرحيق الختوم أنهم: الحارث والزبير وأبو طالب، وعبدالله، وحمزة، وأبو لهب، والغيداق، والمقوم، وصفار، والعباس

وقيل: كانوا أحد عشر، فزادوا ولداً اسمه قثم، وقيل: كانوا ثلاثة عشر، فزادوا عبد الكعبة وحجلا، وقيل: إن عبد الكعبة هو المقوم، وحجلا هو الغيداق ولم يكن من أولاده رجل اسمه قثم، وأما البنات فست وهن: أم الحكيم – وهي البيضاء – وبرة وعاتكة وصفية وأروى وأميمة وعرف عبدالمطلب أنهم يمنعونه من قريش أخبرهم بنذره فأطاعوه، فكتب أسماءهم في القداح، وأعطاهم قيم هبل، فضرب القداح فخرج القدح على عبدالله، فأخذه عبد المطلب، وأخذ الشفرة، ثم أقبل به إلى الكعبة ليذبحه، فمنعته قريش ولاسيما أخواله من بني مخزوم وأخوه الشقيق أبو طالب

فقال عبد المطلب: فكيف أصنع بنذري فأشاروا عليه أن يأتي عرافة في الحجاز لها تابع من الجن وتدعى سجاح كما ذكره يونس بن بكير عن ابن اسحاق كما اورده ابن كثير في سيرته فيستأ مرها، فأتاها، فأمرت أن يضرب القداح على عبدالله وعلى عشر من الإبل، فإن خرجت على عبدالله يزيد عشراً من الإبل حتى يرضى ربه، فإن خرجت على الإبل نحرها، فرجع وأقرع بين عبدالله وبين عشر من الإبل فوقعت القرعة على عبدالله فلم يزل يزيد من الإبل عشراً عشراً ولا تقع القرعة إلا عليه إلى أن بلغت الإبل مائة

فوقعت القرعة عليها، فنحرت عنه، ثم تركها عبد المطلب لا يرد عنها إنساناً ولا سبعاً، وكانت الدية في قريش وفي العرب عشراً من الإبل، فجرت بعد هذه الوقعة مائة من الإبل، وأقرها الإسلام، وروي عن النبي صلَّى الله عليه وسلم أنه قال: أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل، وأباه عبدالله، وقال الطبري في تاريخه: حدثني يونس بن عبد الأعلى.

قال أخبرنا بن وهب، قال أخبرنا يونس بن يزيد عن بن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب انه أخبره ان امرأة نذرت ان تنحر ابنها عند الكعبة في امر ان فعلته ففعلت ذلك الامر فقدمت المدينة لتستفتي عن نذرها فجاءت عبد الله بن عمر رضى الله عنهما فقال لها عبد الله بن عمر: قد نهاكم الله ان تقتلوا أنفسكم فلم يزدها عبد الله بن عمر على ذلك.

فجاءت عبد الله بن عباس فقال: امر الله بوفاء النذر والنذر دين ونهاكم ان تقتلوا أنفسكم.

وقد كان عبد المطلب بن هاشم نذر ان توافق له عشرة رهط ان ينحر أحدهم. فلما توافى له عشرة اقرع بينهم.  فطارت القرعة على عبد الله وكان أحب الناس الى عبد المطلب، فقال عبد المطلب اللهم هو او مائة من الإبل ثم اقرع بينه وبين الإبل فطارت القرعة على المائة من الإبل، فقال بن عباس للمرأة فأرى ان تنحري مائة من الإبل مكان ابنك فبلغ الحديث مروان بن الحكم وهو امير على المدينة فقال: ما أرى ابن عمر ولا ابن عباس اصابا الفتيا انه لا نذر في معصية الله، استغفرى الله وتوبي الى الله وتصدقي واعملى ما استطعت من الخير فأما ان تنحري ابنك فقد نهاك الله عن ذلك، فسر الناس بذلك واعجبهم قول مروان ورأوا انه قد أصاب الفتيا، فلم يزالوا يفتون بلا نذر في معصية الله .

اعداد الشيخ: أحمد عبد العظيم عمرو

رئيس الادارة المركزية لمنطقة الوادى الجديد الأزهرية.

مقالات اعداد الشيخ: أحمد عبد العظيم عمرو

الإسراء والمعراج بين شبهات المشككين وأدلة المحققين

حفر عبد المطلب لبئر زمزم

Leave A Reply

Your email address will not be published.