الترند بين السُحب والغيوم

0

الترند بين السُحب والغيوم

كتبت: نيڨين عزت

السوشيال ميديا سلاح ذو حدين يمكن الاستفادة منه بشكل جيد، وفي نفس الوقت له ضرر جسيم على عقولنا، وأصبحنا مؤخراً نركض خلف الترند حتى نرتفع فوق السحاب، ولا نعلم أن تلك السُحب هي مجرد غيوم وضباب يعمينا عن حياتنا بكل ما فيها، وأصبحت كل اهتماماتنا كيف نصل للترند، خبر الفنانة المعينة اعتزلت الفن أما البلوجر واليوتيوبر ترك السوشيال ميديا بين هذا وذلك نلاحق السراب، ونجعل من الفراغ قيمة غالية نتمسك بها ونترك أصولنا وعقولنا لهوس ذلك السراب.

حتى وصل بنا الحال أن ندقق في تفاصيل في غاية البلاهة حذاء النجمة المعينة، سعره يفوق آلاف الجنيهات، وذي الفنانة على السجادة الحمراء ناهيك عن ذلك الإشاعات التي تلاحق الأسماء الكبيرة سواء داخل نطاق الفن أو خارجه.

أين تتجه حياتنا؟!

وأين أصبحت نفوسنا؟!

نركز في تفاصيل التفاصيل في حياة الآخرين، ونفعل المستحيل حتى نصل الي الترند، نُحمل أنفسنا أكثر من طاقتها ونسجن ذاتنا في قيود المشاعر السلبية التي تتحكم بنا إذ لم نستطع أن نصل الي سحابة الترند.

أصبحت غيمة الترند الضبابية تغطي كل التفاصيل الجميلة بحياتنا، فبدلاً من أن نطور من ذاتنا حتى نستمتع بحياتنا وبأحلامنا أصبحنا محبوسين داخل الشاشات، يا له من سجن مخيف على الرغم من الإضاءة والنور وأجواء الشاشات المبهرجة بألوانها الزاهية، إلا إنه سجن مظلم بمعنى الكلمة يتعرض فيه المرء الي كم هائل من الضغط النفسي والصراع الذاتي.

 لا تغركم الألوان الزاهية إنها فخ الصياد الذي إذا وقع فيه المرء حكم على ذاته بالنهاية الحتمية، هناك نماذج من أرض الواقع كانت ضحية الترند سواء كانت تلك الضحايا أنتهى بها المطاف مُنتحرة أو تعرضت للتنمر من خلال ذلك، نجد أن غيمة الترند جاء من خلفها الكثير من القضايا المجتمعية التي أطاحت بتقاليدنا وقيم مجتمعنا السامية أرضاً، وأصبحت ساحة الترند هي ساحة مليئة بالأسلحة البيضاء لكن من نوع خاص حيث نتخذ من مواقف الحزن والأسى مجالاً للسخرية تحت مسمى القدر وغدر الأيام.

هوس الترند يا سادة يقلل من شأن كل من يشارك بها، إلا أن من يقتحم ساحة الترند يكن على يقين تام بأن تلك الساحة سترفع من شأنه وتجعل منه ذو قيمة هامة في المجتمع.

كيف للسراب أن يصبح حقيقة وللحقيقة أن تكن زيف هذا باختصار ما فعلته غيمة الترند.

Leave A Reply

Your email address will not be published.