ربنا ما يقطع لك حس
ربنا ما يقطع لك حس
كتبت: نيڨين عزت
نستمع كثيراً الي جُمل من أجدادنا وكبار السن، جُمل من بساطتها، تحتار العقول عند التأمل بها، لأنه و بإختصار بساطة تلك الجمل يعجز أمامها العلم في التفسير، لأنها و ببساطة شديدة جُمل نابعة من الروح و لا تنبع من تفسيرات و تحليلات معقدة يقدمها العقل البشري.
و قد استوقفتني جملة صغيرة، و دعوة لطيفة في نفس الوقت ألا و هي “ربنا ما يقطع لك حس”، و عند التأمل الدقيق في تلك الجملة البسيطة نجد أن ” حس” الإنسان ليس فقط صوته باللغة العامية، إنما المعني الأعمق للفظ “حس” هو الشعور بالحياة، فكثيراً من البشر تأخذهم هموم الدنيا و صعابها التي لا تنتهي لدرجة أنهم يصبحوا مخدرين تماما غير شاعرين بالحياة، هم فقط هياكل بشرية متحركة تأكل و تشرب، و قلبها يضخ الدماء لكن فاقدة لكل شعور وجداني بالحياة، لا فرق بينهم و بين الأموات، بل يكاد يكون الفرق الوحيد هو أن الميت تحت التراب مُكفن ،أما هم مُكفنين بأحزانهم و همومهم و ألمهم فوق التراب هذا هو المعنى الحقيقي لإنقطاع “الحس”
قد يصرخ المرء عالياً ويعلو صوته، لكن في نفس الوقت هو غير شاعر بذلك الصوت العالي، بمعنى أدق غير شاعر “بحسه” في الدنيا، فكثيراً ما يصارع الإنسان ذاته حتى ينتصر، على معركة الحياة بكل ما فيها، ويُضئ من جديد، نعم يا سادة بداخل كل إنسان نور.. نور وطاقة تدفعه لان يُكمل درب حياته سواء كان ذلك النور هو موهبة معينه أو عمل أو “حس” أو حتى ابتسامة صغير، كفيلة بتغيير حال من حوله ذلك النور يتعرض الي صعاب كثيرة، حتى ينطفئ وانقطاع حس الإنسان بمثابة انقطاع النور داخله، فتنطفئ الموهبة و الروح و يسود الجفاف.
لكن بمجرد أن تبدأ شرارة النور داخلك، و تُقاوم ذلك الإنطفاء و تشعر “بحسك” في الحياة سوف تُقدر نعمة “الحس”، الذي يجعلك تشعر بالحياة من جديد و تُضئ مرة أخرى حتى و إن كان الأمر صعب عليك في بدايته، لكن بمجرد أن تشعر بكل نفس داخل و خارج من رئتيك و تتحرر من كل القيود التي كفنت روحك، وقتها ستدرك أن جملة ” ربنا ما يقطع لك حس”، هي جملة في غاية البساطة و التعقيد في نفس الوقت، إلا انها تلخص الشعور بالحياة أدام الله على الجميع ذلك الشعور الجميل ولا ينقطع لأحد “حس”