عمر المختار «اسد الصحراء»

0

عمر المختار «اسد الصحراء»

كتب: كيرلس بسكالس

عمر المختار «اسد الصحراء»

ولد عمر المختار في اثنان أغسطس عام الف وثمان مائة ثماني وخمسون في قرية جنزور شرق ليبيا التي كانت تابعة للحكم العثماني، تربى تربية إسلامية على يد والده، وتوفي والده وهو صغير أثناء أداء الحج فتوى الشيخ حسين الغرياني رعايته تلبية لوصية أبيه.

حيث أكمل دراسته في علوم الدين بمعهد واحة الجغبوب التي كانت في وقتها عاصمة الدعوة السنوسية، حيث شهد له معلمه النباهة والنبوغ، واهتم عمر المختار الى جانب العلوم الشرعية بدراسة جغرافية الصحراء المحيطة به ليعرف كل الطرق والدروب والاختصارات بين الجبال في صحراء ليبيا، هذا بالإضافة الى علم النبات وكل ما يخص الماشية حيث لقب بأسد الصحراء لإلمامه بالصحراء وطرقها وخصائصها..

استقر في السودان عشر سنوات اجتهد فيها في نشر تعاليم الإسلام، وفى عام 1897 عين شيخ بلدة اسمها زاوية القصور، حيث كان معظم سكان هذه البلدة من العبيد ويتميزون بالشدة ومن الصعب السيطرة عليهم، لكن المختار استطاع السيطرة عليهم وكثب ثقتهم حتى اطلقوا عليه لقب« سيدي عمر» وبعدها بثلاث سنوات بدأ الاحتلال لدولة تشاد فانضم عمر المختار الى صفوف المقاومة حيث ساهم بتحرير أهالي البلد من ظلم الفرنسيين.

وفي عام ألف وتسعمائة واثنان استدعت القيادة السنوسية عمر المختار ليكون حاكم بلدة زاوية القصور حيث نجح في جلب الهدوء والاستقرار للبلدة واستمر حكمه لمدة ثماني سنوات..

وكانت عملياته ضد الانتداب البريطاني على الحدود المصرية الليبية مستمرة مما أثار فزع البريطانيين واطلقوا عليه عمر المختار «اسد الصحراء»

وفى عام السادس عشر من أكتوبر عام ألف وتسعمائة وإحدى عشر أعلنت بريطانيا الحرب على الدولة العثمانية حيث بدأت بإنزال قواتها في بنغازي، فقام عمر المختار بجمع اكثر من الف مقاتل من زاوية القصور وانشاء بهم معسكر في منطقة الخروبة ثم التحق بالمجاهدين في الجيش العثماني من أجل مواجهة الجنود الايطاليين واستمرت المعارك لمده سنه تقريبا كبد فيها إيطاليا خسائر فادحة، مما دفعها لعقد الصلح مع الدولة العثمانية عام ألف وتسعمائة واثنى عشر…

ومن أشهر المعارك التي شارك فيها عمر المختار معركة غارات المجاهدين على منطقة درنة التي استمرت ليومين فقط واضطر عمر المختار إلى الانسحاب لجبل العبيد استيلاء بريطانيا على معظم الأراضي الليبية، وكان عمر المختار يتنقل بين الحدود المصرية الليبية يقاتل أيضا ضد الاحتلال البريطاني لمصر بقيادة أحمد الشريف السنوسي

ثم يعود لجبل العبيد للجهاد مع المقاومة ضد الاحتلال الإيطالي، حيث كانت غارات عمر المختار أشبه بالكابوس المرعب للجيش الإيطالي، وحاولت الحكومة البريطانية الاتفاق مع عمر المختار وقدمت له عروض مغرية من أجل التنازل عن الزعامة للمقاومة، ولكنه رفض، وكان رده «اننا خلقنا للجهاد» واصبح عمر المختار كابوس الجيش الإيطالي وفى نفس الوقت موطن الأمان للشعب الليبي.

وفي عام ألف وتسعمائة وسبع وعشرون طلب القائد رضا السنوسي من عمر المختار التوقف عن إطلاق النار والتعرض للقوات الإيطالية، ولكنه لم يدوم طويلا وعمر المختار يشاهد أراضي بلدة وشعبها يغتصب امام اعينه، فعاد لشن الهجوم مرة اخرى على المعسكرات الإيطالية وقاد العديد من المعارك وانتصر فيها…

وبعد سنين عديدة من المعارك القى القبض على عمر المختار أسد الصحراء واعترف بكل كبرياء عن كل المعارك التي خاضها ضد المحتل وانه المسؤول الوحيد عن كل خسائر الجيش الإيطالي، مما أثار غضب الحاكم الأجنبي المحتل بهذه التصريحات، مما دفع القائد الإيطالي ليحكم عليه بالإعدام امام اهله.

ولكن الأسد الشيخ ظل شامخا متماسكا وقويا مفتخرا بما قام به ضد الاحتلال لصالح وطنه.

وفي يوم الاربعاء السادس عشر من سبتمبر الف وتسعمائة واحد وثلاثون تجمع الأهالي من اجل وداع البطل المجاهد عمر المختار، بعد ان نطق بالشهادة بكل فخر ورضا تم اعدام المقاوم اسد الصحراء عمر المختار.

حيث كانت اخر كلماته «ننتصر او نموت ليست هذه النهاية بل عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والاجيال التي تليه أما أنا فعمري سيكون أطول من شانقي»

وتحول اسم عمر المختار «اسد الصحراء» إلى رمز للنضال والمقاومة وأصبح اسمه خالدا بليبيا بل والدول العربية…

فهل صدق المختار من ان الاجيال التالية بعد المختار سوف تحارب وتقاوم الاحتلال بكل أنواعه….!؟

مقالات

سياسة

Leave A Reply

Your email address will not be published.