بكاء القلوب
بكاء القلوب
كتبت: نيڨين عزت
بكاء القلوب أصعب من بكاء العيون – تمر الليالي و الايام و مرة تلو الأخرى تهب رياح الحزن و الألم على قلوبنا فالبعض تعرض للخذلان و البعض الاخر تعرض للكسر و الهزيمة و الاخر أيضا عاني من ألم نقطة الضعف التي تحطمه و هكذا تبدو الايام على حالها ما بين لحظة مسروقة من الزمن بها ابتسامة و بين أوقات طويلة من رياح الحزن و الالم.
كثيرا ما نري وجوه مبتسمة و لكن للعيون روايات و قصص أخرى فخلف كل نظرة للإنسان تختبي الحكايات منها السعيدة و منها البائسة الحزينة و عندما تنطق لغة العيون بكل ما فيها من روايات نري الدموع هي التي تتحدث و تصرخ و لكن هناك من يجفف تلك الدموع و علي الرغم من أن تلك الدموع عبارة عن قطرات من الماء الا انها أثقل من الحجارة ذاتها و نزول الدموع يريح النفس من هم.
لكن يوجد ألم اقسي بمراحل بل يكاد ألم العيون الباكية لا يذكر مقارنة ببكاء القلوب فالقلوب وقت بكائها تتمزق من داخلها و بكائها يكون دماءا و ليس ماءاً بكاء القلوب لا يجففه سوي الله فيد الله حنونه على البشر و تداوي جروح القلوب من فقد عزيزاً و من هجر حبيباً و من خُذل من صديقٍ و من كانت تجارب الحياة معه بالكرباج و الألم كان رفيقاً له و من جُرح من غالياً و من كانت القسوة درباً له سار فيه مضطراً هكذا تتمزق القلوب و تبكي دماءا.
لكن العيون تظل صامته ممتلئة بدموع قاتلة و أصبح المرء في رحلة للبحث عن الرفق و الرحمة و اللين الذي يفتقدهم ذلك الزمان الجبار.
فكثيرا من القلوب تستكثر على المرء كلمة لطيفة تخفف بها جرح سببه الزمان و كثير من البشر اتخذ القسوة و العنف نهجاً في حياته و بدلا من ان نعافي بعضنا البعض من تجارب الحياة أصبحنا نزيدها سوءاً و ألماً صرخات العيون واضحة وضوح الشمس لكن صرخات القلوب يسمعها فقط خالقها.
فرفقاً بالقلوب لأنها أصبحت محطمة من قسوة الزمان.