درب الزجاج
كتبت: نيڨين عزت
كثيرا ما يدخل الزجاج في صناعات عديدة في حياتنا اليومية لكن هل يمكن أن يكون درب الإنسان من الزجاج؟
الزجاج الواح شفافة ذات سمك مختلف من لوح لآخر كما أنها سهلة الكسر و هنا تكمن خطورتها فعلي الرغم من كونها الواح خفيفة الا انه عند كسرها جرحها يكون في غاية الألم و كثيرا ما يسير المرء في درب مصنوع من الزجاج يبدو ذلك الدرب لمن حوله بسيطا جميلا لكن لا أحد يعلم قسوة جروح ذلك الدرب التي هي جروح دامية كفيلة بارقة طاقة الروح.
يمكن تشكيل الزجاج و استخدامه في الزخرفة و لكل منا حياته الخاصة و الزجاج الخاص به يستخدمه كيفما يشاء فهناك من يستخدم الزجاج لتزيين حياته و حياة الآخرين بأفعاله و كلماته اللطيفة الطيبة و هناك من يستخدم الزجاج المكسور فيكسر به كل من يقابله في فيحطم من حوله بكلمة سلبية أو بطاقة سلبية أو بأفعال تحطم النفس.
و تهدم الهيكل الروحي إن درب الزجاج ليس سهلا لأننا كثيرا ما نسير فيه سواء كان بإرادتنا أو ضد إرادتنا و الأصعب ان يكون المرء مجبوراً على السير في درب الزجاج لتخترق كل كسرة زجاج قدميه و تسيل دمائه حتى يصل في نهاية الدرب الي مبتغاه و من كان حقا في غاية الشجاعة هو من استطاع السير على الزجاج المكسور و ابتسامته تشع نورا من وجه الزجاج المكسور لا يوجد فقط في الدرب
إنما يوجد أيضا في النفس البشرية فالنفس البشرية كالمرأة الزجاجية و تعكس كل ما فيها و اذا كانت تلك المرأة بحال جيدة كان كل انعكاساتها جيدة إنما اذا كانت مرأه النفس محطمة فتكون كالمرآه المكسورة تجرح من حولها و تؤذي نفسها
و قد أصبحنا في عالم ملئ بالمرايا مرايا مزخرفه و زجاجها يلمع و يلفت الأنظار لكن جرحها في غاية القسوة و الألم و كثيرا ما ننخدع في لمعة المرايا لكن ما وراء تلك اللمعة هو ظلام دامس في عالم تائه
فإن زجاجها المكسور يجرح و يحطم كل من اقترب منها من الداخل و الخارج المرء محاط بالزجاج و ليس الزجاج بصديق للإنسان لان جروح الزجاج تترك أثرا ليس بهيناً.