وسائل الانفصال الأسري
ريهام رمضان
طلبت المعلمة من طلبتها في المدرسة الابتدائية أن يكتبوا موضوعاً يطلبون فيه من الله أن يعطيهم ما يريدون
وبعد العودة إلى بيتها جلست تقرأ ما كتبوا فأثار عاطفتها موضوع فدمعت عيناها
وصادف ذلك دخول زوجها البيت، فسألها ما الذي يزعجك؟
فقالت: موضوع التعبير الذي كتبه أحد الطلبة. اقرأه بنفسك!
فأخذ يقرأ: إلهي، أسألك هذا المساء طلباً خاصاً جداً! اجعلني هاتفاً
فأنا أريد أن أكون مكانه , أريد أن أعيش مثله , لأحتل مكاناً خاصاً في المنزل , فَتَتَحَلَّق أسرتي حولي ويأخذون كلامي مأخذ الجد , وأصبح مركز اهتمامهم، فيسمعونني أكون من اهتماتهم من غير أي توجيه أسئلة أريد أن أتلقى العناية التي يتلقاها الهاتف حتى عندما لا يعمل، أريد أن أكون بصحبة أبي عندما يصل إلى البيت من العمل، حتى وهو تَعِب، وأريد من أمي أن ترغب في ذلك وحتى هي في أسوأ حالتها المزاجية أتمنى من أخواتي وإخوتي أن يتشجارو ليكون كل منهم صديقي اريد أن أشعر أنى من أولويات أهلي أنه من الممكن يتركوا أي شئ لأجلى واجعلني يا الله أن أكون مصدر سعادتهم يا رَبّ إني لا أطلب منك الكثير أريد فقط أن أعيش مثل أي الهاتف،
انتهى الزوج من القراءة فقال: يا إلهي، إنه فعلاً طفل مسكين ما أسوأ أبويه …
فدمعت المعلمة مرة أخرى أن هذا الموضوع كتبه ابننا
وقد تذكرت ذاك البروفيسور الإنجليزي الذي يترك الهاتف ويجعله صامتاً أولا ما يدخل بيته،
ولما سألناه عن السبب قال: لأن الهاتف يفرض سيطرته علي وقتي وحياتي، ولا يسمح لي أن أناقشه، أنشغل بما يعرضه على.،، ولا يترك لي أن أنشغل بما يهمني، إنه يشغلني كثيرا عن صلاتي، يشغلني عن أهم مسئولياتي وعائلتي،،
مشغول أنا بالنشر ليقرأ الناس، ونسيت أنى انشغلت عن أبنائي فصاروا يتعلمون أي شيء من غيري، أبحث عن التقدير في جمع لللايكات، ونسيت الحب الذي فقدته في جلستي الدافئة مع زوجتي وأبنائي، يتحدثون أنه من وسائل التواصل الاجتماعي وقد صار من أهم وسائل الانفصال الأسرى، إن الهاتف يفيدنا للتواصل في العمل وبعض التعلم، أما في بيتي فهو ينغص حياتنا الاجتماعية، لذا قررت أن أتركه عن باب البيت، لاستمع لزوجتي وأبنائي، وأستمتع بالألفة والحب في جلوسي معهم…!
وسائل الانفصال الأسري
اقـــرأ أيــــضا :
الحرب المزيفة
إدمان التيك توك والألعاب الإلكترونية وتأثيرها علينا