الحرب المزيفة
الحرب المزيفة
الحرب المزيفة _ إسرائيل وإيران أصدقاء أم أعداء؟
ناصر بسكالس
رغم المشاحنات العنيفة بين إسرائيل وإيران، والقذف الإسرائيلي المكثف لمناطق النفوذ الإيراني في سوريا، ورفض البرنامج النووي الإيراني، وادعاء إيران أنها قائد المقاومة في المنطقة،
إلا أن الحقيقة أن المشروع التوسعي الإيراني هو نفسه المشروع التوسعي الصهيوني. فهل إسرائيل وإيران وجهان لعملة واحدة، هل هناك عداء حقيقي بينهما، أم أن المصالح وتبادل الأدوار تبرز العداء الظاهري والصداقة الخفية.
بداية الخميني
أثناء الاحتلال البريطاني للهند تم زرع رجل مخابرات بريطاني يدعى وليام روبنسون وتحول بعد إلى الإسلام وبدء العمل في الدعوة الإسلامية والإسلام السياسي الذي كانت تبتكره بريطانيا وتصدره إلى الشرق.
حيث تم تكليف وليام روبنسون في وقت لاحق بالانتقال إلى فارس إيران الحالية، وتحديدا في مدينة خوميني وعاش بها واشتهر باسم الخميني حسب المدينة التي استقر بها، حفيدة هو أحمد حسن موسوي الخميني المرجع الإيراني المعروف.
شاة إيران وعلاقته بالغرب والعالم.
حينما رفض شاة إيران وقف تصدير النفط الإيراني إلى الاتحاد السوفيتي وقطع العلاقات التجارية بين طهران وموسكو، رغم أن الشاة كان على علاقة طيبة بالأمريكان وأوربا،
وكان المطلوب أن يقطع العلاقات بالكامل مع الاتحاد السوفيتي، وبدأ حرب استنزاف خليجاي مع العراق ثم لاحقا تهديد السعودية ليتم ابتزازها.
ومع رفض شهادة إيران هذه المطالب بعدة أسابيع بدأ الغرب في تدبير الثورة الإيرانية ضد الشاه، وجاء بعدة الخميني إلى طهران حيث اتخذ أول قرار له وهو قطع العلاقات والنفط عن الاتحاد السوفيتي بدعوى أنه لا يجوز تصدير خيرات المسلمين إلى بلاد الإلحاد، ولكن يمكن التصدير إلى أمريكا وأوربا على أنهم أهل كتاب.
مسرحية احتجاز الرهائن.
من أجل تصدير إيران إلى العالم على أنها مارد إسلامي جديد وكبير وكسب تعاطف الدول الإسلامية، تم تدبير مسرحية احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران وقد نجحت المسرحية.
وما إن انتهت المسرحية حتى بدأت إيران تنفيذ المطلوب منها في حربها ضد العراق، وتدبير عمليات اغتيال ضد السعودية والكويت في الثمانينيات منها محاولة اغتيال أمير الكويت الشيخ جابر الصباح.
فكرة الجمهوريات الإسلامية.
من ترابط الأحداث نجد أن فكرة تنظيم الجمهوريات الإسلامية هو ابتكار نسخة إسلامية من إسرائيل، ابتكرت على يد بريطانيا ثم أصبحت ملكا للعرب.وأصبحت لعبة تقسيم الأدوار بين الأوروبيين والإسلام السياسي واليهودية السياسية هي أساس تدمير الدول العربية. والمصالح تتقابل أيضا.
إيران وإسرائيل في كل مكان لتدمير العرب.
عندما أراد الغرب تدمير لبنان وجدنا إيران وإسرائيل تتقاتلان على أرض لبنان، وعندما أرادوا تدمير سوريا تقاتل الإسلام السياسي السني متمثلا في تركيا مع الشيعي متمثلا في إيران، على أرض سوريا حتى أصبحت سوريا أرضا مفككة، وعندما أصبحت المقاومة العراقية شوكة في ظهر الأمريكان أسرع آيات الله النفوذ الإيراني إلى العراق، حتى أصبحت إيران اليوم تحكم العراق بالنيابة عن أمريكا.
وحينما أراد الغرب أن يبتز الخليج العربي من أن تدفع السعودية والكويت والإمارات نصف عوائد النفط والغاز في صفقات سلاح، كان البعبع الإيراني النووي حاضر كنوع من التهديد والابتزاز. وعندما تأخرت دول الخليج العربي عن الدفع تم تسليم اليمن إلى الحوشيين الذراع الخليجية لإيران وبدأت قصف الأماكن المقدسة في السعودية.
غرابة ردود أفعال الدول للأماكن المقدسة.
الغريب والمستغرب أن الشعوب التي أدمنت العويل عند ضرب القدس أو بيروت أو دمشق على يد النسخة اليهودية من المؤامرة لم يكن لها أي رد فعل عندما تم قصف السعودية والأماكن المقدسة بها بالصواريخ الفارسية بما فيها مكة المكرمة، فيجب أن نفهم من يصنع والأزمات ويريد التدمير.
وعندما أراد الغرب هدم الجيوش العربية كانت إيران حاضرة بإرسال المقاتلين إلى العراق واليمن وسوريا وليبيا والسودان.
بحجة مساعدة تلك الدول بالمجاهدين.
الحقيقة الوحيدة في المنطقة انتصار مصر…
الحقيقة الوحيدة في المنطقة أن مصر هي المقاومة الشريفة الحقيقية، وان مصر هي الانتصار الحقيقي على إسرائيل في السادس من أكتوبر العظيم،وأن إسرائيل لن تسعد أو تأمن إلا في انهيار الجيوش العربية خاصة الجيش المصري، ولا يزعجها سوى إعادة بناء الجيوش العربية كما فعلت مصر بقيادتها الحكيمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعاد بناء مصر وأعاد وضعها وقيمتها بين الدول وزعامتها في القارة بل والعالم أجمع، وأيضا دعم فخامة الرئيس للدول العربية لبناء جيوشها وتحقيق أمنها واستقرارها الداخلي الذي يمكنها من الوجود الخارجي وقوية في مواجهة التحديات العالمية…
حفظ الله مصر قيادة وشعبا
حفظ الله الوطن عاليا فوق الأمم
الحرب المزيفة
اقــــرأ أيـــضا :