مصر تشهر الكارت الأحمر لإسرائيل
مصر تشهر الكارت الأحمر لإسرائيل
في انتصار تكتيكي هائل، الدولة المصرية تمنع كارثة من الحدوث وهي حصول إسرائيل على عضوية الاتحاد الأفريقي، مما كان يقوى النفوذ والتواجد الإسرائيلي في المنطقة.
ناصر بسكالس
إسرائيل عضو الاتحاد الأفريقي بدرجة مراقب!
تفاجأت مصر أثناء القمة الأفريقية الأخيرة في الجزائر بإدراج بند باعتبار إسرائيل عضوا بالاتحاد الأفريقي بدرجة مراقب، وحتى الآن يحاول الطرف الجزائري التنصل من مسؤولية.
ما جرى أثناء رئاسته للقمة الأفريقية، رغم أنها الدولة المضيفة وترأس القمة ولها الحق في إدراج بند أو عدمه، ومع ذلك نجحت مصر في اللحظات الأخيرة من إشهار الكارت الأحمر في وجه إسرائيل، ومنعتها من الحصول على مقعد بالاتحاد الأفريقي.
فلماذا تصر إسرائيل على الانضمام للاتحاد الأفريقي، وكيف نجحت مصر في منع تلك الكارثة؟
يخطئ من يظن أن إسرائيل جديدة على الملعب الأفريقي، أو ملف سد النيل، ففي عام 1903 قام وزير المستعمرات البريطانية بوضع خطه لكي تصبح أرض الميعاد وأرض إسرائيل هي أوغندا، تلك كانت النسخة الأولى لإسرائيل قبل فلسطين، فقد كانت رؤية من صنع الرؤية اليهوديّة باسم الصهيونية أن الغرض الأساسي من إسرائيل هو تطويق مصر.
ووضع إسرائيل في فلسطين كان الاختيار الثاني، لأن التحالف المصري الأفريقي يعنى قوة عظمى وهو ما يتعارض مع المصالح الغربية في الشرق الأوسط، فالهدف من إسرائيل من البداية وما زال هو ضرب وتطويق مصر. وليس الأكاذيب الدينية التي تطلقها إسرائيل، ورفض قيام إسرائيل في أوغندا ليس صهيونيا، وإنما بريطاني وتم تأسيس إسرائيل عام 1948. وبدأ الدور الإسرائيلي والموساد في اقتحام الدول الأفريقية، وتصفية النفوذ المصري في القارة السمراء.
وفي سنوات ما قبل 30 يونيو قام رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بجولة تاريخية لدول حوض النيل ماعدا مصر والسودان، حيث أصبح واضحا وفي العلن أن إسرائيل تتفق مع إثيوبيا ضد مصر في ملف مياه نهر النيل،
انقلاب السحر على الساحر.
بعد ثورة ثلاثين يونيو انقلب السحر على الساحر، وبدأت مصر في تصفية الدور الإسرائيلي في القارة الأفريقية، عبر الزيارات التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دول حوض النيل، قيام مصر بعمل صفقات ومشاريع تاريخية اقتصادية وعسكرية لربطهم بمصر اقتصاديا مثل الربط الكهربائي، وخطوط السكك الحديدية مع الدول الإفريقية، وطريق الإسكندرية الدولي، وتحويل مجرى النيل طريق ملاحي دولي. وغيرها من المشاريع.
زعامة مصر للقارة الإفريقية.
أيضا الدور المصري التاريخي أثناء رئاسة الاتحاد الإفريقي، وكيف تحولت من رئاسة شرفية إلى حقيقية، لحل مشكلات القارة، وكيف نقلت مصر مشاكل القارة إلى العالم أجمع من خلال الدبلوماسية المصرية، فتمت استعادة مكانة مصر وزعامتها الحقيقية للقارة السمراء بفضل القيادة الحكيمة وحسن الإدارة في وقت الأزمات.
طلب إسرائيل لعضوية الاتحاد الأفريقي.
كان تحرك الكيان الصهيوني الأخير عبر طلب العضوية للاتحاد الأفريقي لمواجهة دور مصر، وتقوية النفوذ الإسرائيلي، فكانت حكمة القيادة المصرية وعبقريتها، حيث استغلت مصر جهودها لصالح القارة منذ 2014 وعقب تولي الرئيس السيسي الحكم وحتى اليوم ثماني سنوات كانت كانت كافية لكي تمتلك مصر حق الفيتو ضد عضوية إسرائيل. وكان تصرفا ذكيا من القيادة المصرية، فكان يجب ان تظهر انها الدولة التي تحافظ على اتفاقية السلام، ولا تعرقل الجهود الإسرائيلية.
فقد نجحت الخارجية المصرية فى حشد خمس وعشرين دولة افريقية من اجل رفض اقتراح العضوية الاسرائيلية، بالاقتراح الجزائري بما فيها الجزائر نفسها، وعقب زيارة الرئيس الجزائري لمصر وادراكه لخطورة الوضع على الأمن الافريقي والعربى،
وشكلت افريقيا لجنة من سبع دول وتعمدت مصر ان لا تكون عضوة فى اللجنة، وسوف تقوم اللجنة بتقديم توصية فى القمة المقبلة برفض الطلب الاسرائيلى وغلق هذا الملف،
ومن شدة ذكاء المفاوض المصري أنه تم إسناد رئاسة اللجنة التى سوف تراجع هذا القرار إلى الجزائر…
مصر تشهر الكارت الأحمر لإسرائيل
تلك عبقرية القيادة المصرية
التى تظهر فى الازمات
حفظ الله الوطن عاليا فوق الأمم
اقرأ ايضاً