خطأ…. طبي…. البالطو القاتل ليس كل من ارتدي المعطف الأبيض (البالطو الأبيض) و امسك بسماعة و تم كتابة كلمة طبيب في بطاقته الشخصية يدعي طبيباً
كتبت نيڨين عزت
ليس كل من أمتهن الطب يمكن القول أنه طبيب لأننا و ببساطة شديدة أصبحنا في عصر الروح البشرية فيه لا تساوي فلساً لا قيمة لها و ثمنها أرخص من التراب الذي تنثره الرياح يميناً و يساراً.
ما يسمى بالخطأ الطبي يأخذ ملايين الأرواح البشرية التي لها أسر ينفطر قلبها و تسيل دموع اعينها دماءاً بدلاً من المياه علي فراق الأعزاء الخطأ الطبي لا يقتل الروح البشرية بل يقتل أسرة كاملة و يطفئ لمعه الفرحة في اعينها و يموت قلب الأسرة النابض نتيجة معطف ابيض (بالطو) و سماعة و عند مواجهة المخطئ نجد بعض الكلمات المرتبة و الألفاظ المنمقة لترد بكل برود
و كلمات استفزازية تثير الغضب و السخط هل تلك الكلمات قادرة على استعادة الروح؟! هل تلك الإجابة قادرة على بث الحياة من جديد في أسرة توقف نبض قلبها؟! هل تلك الكلمات الاستفزازية قادرة على تغيير حقائق ملموسة و مرئية في وضح النهار؟! الواقع الوحيد الذي يمكن تصديقه هو أن تلك الكلمات الاستفزازية قادرة على تكوين ستارة لتخفي خلفها الحقيقة المؤكدة التي هي أن الأرواح البشرية أصبح لا ثمن لها و بدلاً من أن يكون الطب مهنة علاجية تطبب الآلام و تخفف الاوجاع أصبح مهنة تجارية فالطبيب يأخذ أجره مقابل اخطاءاً طبية تقتل أرواح بشرية
لا يمكن القول بأن جميع الاطباء هكذا لا إنما نجد أطباء نحني رؤوسنا احتراماً لهم و لتفانيهم في عملهم أمثال العظيم السير مجدي يعقوب و طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي، كثير من الشباب و الكهول أو حتى الأطفال نخسرهم بشكل يومي نتيجة أخطاء طبية هناك مقولة شهيرة تقول أنه لا يوجد أحد معصوم من الخطأ لكن عندما يتعلق الأمر بالروح البشرية التي لا تقدر بثمن لابد أن يعتصم الطبيب أو العامل بالقطاع الطبي من الخطأ لأنه بين لحظة و أخرى و في طرفة عين تعود الروح الي خالقها تاركة عالمنا بكل ما فيه من أشخاص قريبين لقلوبنا و دموعهم تؤلمنا للغاية، أصبح الوضع مأساوي لأنه نجد الكثير من الحالات المرضية ذاهبة لتلقي العلاج بأي مستشفى سواء مستشفى خاص او حكومي إلا أنه نجد بعض العناصر الفاسدة في القطاع الطبي تسمع صرخات المرضى و ترى ألمهم و تقف بكل هدوء و سلام نفسي
تشاهد مرافق المريض يبكي و يطلب النجدة و يعاني و يصارع الحياة حتى ينقذ المريض الذي هو بمثابة قطعة من قلبه تتألم و تصرخ من شدة الوجع و نرى المعطف الأبيض (بالطو الدكتور) و السماعة تقف تشاهد و كأنها تشاهد فيلم دراما و تستمع برشفة من كوب القهوة تشاهد معركة الحياة و الموت أمامها لا يمكن نسب كل شيء الي الاقدار فلا يمكن للقدر ان يرتكب خطأ ليودي بحياة انسان و بالرغم من وجود أمور عديدة يمكن نسبها للقدر إلا أنه هناك أمور أكثر بيد المرء و قادر على التحكم بها و تكررت كثيراً الاخطاء الطبية و مازالت تتزايد بشكل شرس و مستمر فهل من رادع؟! أم أن أصبح البالطو الأبيض و السماعة أداة لإرتكاب الجرائم و إنهاء حياة البشر تحت مسمى الخطأ الطبي؟! خطأ…. طبي…. البالطو القاتل