علاقة ومفهوم الأنسان البدائي بالحديث والتطور «الجزء الخامس»

0

علاقة ومفهوم الأنسان البدائي بالحديث والتطور «الجزء الخامس»

بقلم سحر مرغني
الأن نستكمل حديثنا المفصل عن علاقة و مفهوم الإنسان البدائي بالحديث والتطور.

الشي التي يتعلق بالناحية الدينية، فان تعقد الحياة الدينية لدي الثقافات البدائية لا تتقارن أبداً بالحياة الدينية المسطحة لدي شعوب المجتمعات الصناعية الحديثة.
و يقول أحد الباحثين إن الديانات الأفريقية التقليدية ليست أبداً ديانات بدائية، لأنها تجر وراءها آلاف السنين من التطور في شأنها.

إنها ثمرة تفكير استمرت قرون عديدة، و نتاج تجارب الناس واجهوا قوي الطبيعة وجهاً لوجه.
و يمكن للباحث أن يعثر في هذه الديانات علي مؤثرات شرق أوسطية قديمة، منها علي سبيل المثال الأسبوع ذو الأيام السبعة التي يحكم كل منها أحد الكواكب السيارة السبعة.

و لكن في الواقع رواد Anthropologist الأنثروبولوجيا الحديثة قد كان لديهم بعض الحق في توجههم إلي المجتمعات البدائية في معرض بحثهم عن الأصول و البدايات، و ذلك بسبب قلة المعلومات التي كانت متوفرة حتي هذا الوقت عن العصور ما قبل التاريخ.
أما الآن بعد زيادة معلوماتنا عن العصور يكفي أن تدرس نفسها و بشكل مباشر، اما الوثائق الجديدة المتوفرة لدينا يجب أن تستجوب و تنطق أولاً، في أي معرض للحديث عن طفولة الجنس البشري الإنساني و ثقافاته الأصلية، و بعدها يمكن إجراء التقاطعات بين ما تعطيه هذه الوثائق من شهادات و بين المعلومات المباشرة عن المجتمعات البدائية.

و غير أن مما يؤسف له، أن الوثائق المادية تتزايد عن ثقافات العصر الحجري، قد رافقه أفول النجم الأنثروبولوجيا النظرية و دراساتها الطموحة ذات الطابع الشمولي، و تحول العلماء إلى الدراسات الميدانية ذات الطابع التفصيلي، و التي ينتج عنها تقارير مليء بالمعلومات المدققة عن الحياه اليومية للجماعات المدروسة.
كما غلب على هذه الدراسات توجهها إلى العلاقات و المظاهر المادية من دون الاهتمام بالوسط الفكري لتلك الجماعات.
و هكذا لم تجد المعلومات المتزايدة عن ثقافات العصر الحجري الاهتمام الذي كانت ستلقاه لو أنها ظهرت قبل قرن من الآن.
ففيما عدا الملاحظات التي يدونها علماء الآثار الذين يشعرون بضرورة وضع تفسيرات أولية للقاهم الأثرية في مواقع الإنسان القديم، و هي ملاحظات غير منتظمة في بنية شمولية، فإن الوسط الفكري للثقافات الأصلية لم يلق ما يستحقه من عناية و اهتمام.
و مع ذلك ينبغي أن نعترف بفضل عدد من الباحثين الذين قدموا مساهمات قيمة في محاولة لفهم الحياة الروحية للثقافات العصور الحجرية، و من أبرزهم لوروا غورهان في كتاب «ديانات ما قبل التاريخ»، و جاك كوفان في كتابه «ديانات العصر الحجري الحديث» الذي استمد مادته من وثائق مواقع العصر النيوليتي في سورية، إضافة إلى عمل ب . م .
غوف التوثيقي الهام و الذي اقتصر على منطقة وادي الرافدين و عنوانه «رموز إنسان ما قبل التاريخ في وادي الرفدين».
و ذلك إضافة إلى المؤلفين الأفاضل الذين ترجمنا لهم في هذا الجزء الأول من موسوعتنا هذه، رغم ما تميزت به دراساتهم من حذر علمي شديد، و خوف من التعميم.
علاقة ومفهوم الأنسان البدائي بالحديث والتطور «الجزء الخامس»

و إلي إلقاء مع الجزء السادس من علاقة و مفهوم الإنسان البدائي بالحديث و التطور.

Leave A Reply

Your email address will not be published.