علاقه ومفهوم الانسان البدائي بالحديث والتطور «الجزء الثالث»
علاقه ومفهوم الانسان البدائي بالحديث والتطور «الجزء الثالث»
كتبت: سحر مرغنى
نستكمل الان حديثنا المفصل عن عَلَاقَةٍ وَمَفْهُوم الْإِنْسَان البَدَائِيَّ بِالْحَدِيث والتَّطَوُّر
إذَا كَانَ الْإِنْسَانُ البُدائِيّ قَادِرًا عَلِيّ إنْتَاج هَذِهِ الْأَعْمَالُ الفَنِّيَّة الَّتِي تَخْتَلُّ الْمَكَانَة الْعَالِيَة وَالْبَعِيدَة عَن الْبَسَاطَة، عِنْدَمَا يَتَوَفَّر لَدَيْه أَدَوَات حجرية عظمية فِجَّة
فَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ بَدائيَّةٌ الْمَعْنِيّ الفَنِّيّ و الفِكْرِيّ، بَلْ لَمْ يَتِمَّ تَجَاوَز ذَرُوهُ فِي هَذَا الْمَجَال مُنْذ ذلك الْوَقْت
وَهَذَا الشَّيْءُ الَّذِي يقودنا إِلَيَّ الْقَوْلُ، بِأَن التَّطَوُّر الفَنِّيّ وَالْعَقْلِيّ لَا تتماشي بِالضَّرُورَة مَع التَّطَوُّر المادي للحضارة.
لَا شَكَّ لقبولنا بِهَذَا الرَّأْيِ، مِنْ شَأْنِ تَغْيِير نظرتنا السائدة لِلتَّطَوُّر الْإِنْسَانِيّ بِاعْتِبَارِه خَطَأٌ صَاعِدًا فِي الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ.
أَهَمِّيَّة الرؤيةالرؤية الْجَدِيدَة لِلْمَسْأَلَة البَدَائِيَّة قَد أَدَّتْ إلَيَّ إِعَادَةُ النَّظَرِ فِي الْمُصْطَلَح، و الْبَاحِثِين حَاوَلُوا اِسْتِبْدَال الْمُصْطَلَح بمصطلح آخَر، وَ هَذا الْمُصْطَلَحَ لَا يُوحِي بِفِكْرِه التَّدَنِّي مِنَ النَّاحِيَةِ التطويرية.
فَكَانَتْ كُلُّ مَجْمُوعِه تقترح مُصْطَلَح وَمِنْهُم بَعْض الْمُصْطَلَحَات الْجَمَاعَات اللَّا ٔ كِتَابِيَّة و الْجَمَاعَات الإثنية و الْجَمَاعَات الوَطَنِيَّة وَغَيْرِهَا.
و مُصْطَلَح آخَر اسْتَخْدَم مُؤَرَّخ الْأَدْيَان الْمَعْرُوف ميرسيا الياد هُوَ الَّذِي اسْتَبْدَل البُدائِيّ بالتقليدي، وَبِسَبَب هَذَا الْمُصْطَلَحَ انْطِلَاقًا كَوْن الْمُجْتَمَعات البَدَائِيَّة إلَيّ مُجْتَمَعَات مُحَافَظَة إلَيَّ حَدِّ بَعيدٍ و بَطِيء فِي التَّغْيِيرِ و النُّمُوّ، و بِمُقَارَنَة الْمُجْتَمَعَاتِ الَّتِي وُضِعَ تَارِيخُهَا عَلِيّ الْخَطّ الرَّئِيسِيّ لِاتِّجَاه سِيَر الحَضَارَة الَّذِي أَنْتَهِي بِمُجْتَمَع Lndustry الصِّنَاعَة و Technology التكنولوجيا الحَدِيثَة
و هَذِه الْمُصْطَلَحَات مَا زَالَتْ مَوْضِع جَدَل بَيْن Researchers، وَلَمْ يَكْتُبْ لِوَاحِدٍ مِنْهَا الِاسْتِمْرَار وَالِانْتِشَار، و مِنْ الْمُمْكِنِ فِي الِاعْتِقَادِ الْمُحَافَظَة مؤقتاً عَلِيّ الْمُصْطَلَح البُدائِيّ بَعْد اسْتِبْعَاد الْمَعَانِي السَّلْبِيَّة الَّتِي اِرْتبَطْت بِهَا
اعْتَادُوا Anthropologists الانثربولوجيون النَّظَر إلَيّ الثَّقَافَات البَدَائِيَّة الحَدِيثَة لِأَنَّه مُمَثِّلٌ الْمُجْتَمَعات مَا قَبْلَ التَّارِيخ وَأَكْثَر تَشَابَه، و افترضوا أَن الأنماط الثَّقَافِيَّة البَدَائِيَّة الْقَائِمَة إلَيّ وَقْتٍ قَرِيبٍ
لِأَنَّ مُعْظَمَ الْمُجْتَمَعات البَدَائِيَّة قَد تخطت بِشَكْل أَوْ أَخَّرَ عُتْبَة الحَضَارَة الحَدِيثَة وَلَوْ مِنْ حَيْثُ الشَّكْل فَقَط، تتطابق مَع الأنماط الثَّقَافِيَّة الَّتِي مَيَّزَت طُفُولَة الجِنْسِ البَشَرِيِّ، وَإِن البَدَائِيَّة الحَدِيثَة لَيْسَتْ إلَّا بَقَايَا مَتَحَجِّرَةٌ مِنْ تِلْكَ الْعُصُور الْغَابِرَة.
و بناءً عَلَيَّ هَذَا الِافْتِرَاض، أَخَذُوا Anthropologists الأنثربولوجيون يَعْكِسُون مُعْظَمُ مَا يَجِدُونَهُ لَدَيّ هَذِه الثَّقَافَات عَلِيّ المراحل الِابْتِدَائِيَّة للثقافة الْإِنْسَانِيَّةُ فِي عصورها الْحَجَرِيَّة، فِي سَعْيُهُم لِلْبَحْثِ عَنْ الْبِدَايَات وَالْأُصُول.
و إلَيّ إلْقَاء مَعَ الْجَزَء الرابع مِنْ عَلَاقَةٍ وَمَفْهُوم الْإِنْسَان البَدَائِيَّ بِالْحَدِيث والتَّطَوُّر
علاقه ومفهوم الانسان البدائي بالحديث والتطور «الجزء الثالث»