عَلَاقَةٍ وَمَفْهُوم الْإِنْسَان البَدَائِيَّ بِالْحَدِيث والتَّطَوُّر «الجزء الثاني»
عَلَاقَةٍ وَمَفْهُوم الْإِنْسَان البَدَائِيَّ بِالْحَدِيث والتَّطَوُّر «الجزء الثاني»
كتبت: سحر مرغنى
نستكمل الان حديثنا المفصل عن عَلَاقَةٍ وَمَفْهُوم الْإِنْسَان البَدَائِيَّ بِالْحَدِيث والتَّطَوُّر
البَدَائِيَّة لَيْسَت انحرافات عَلِيّ شَجَرَة تَطَوَّر In common terms بالتعابير شَائِعَةٌ الَّتِي تتربع بِه الْمُجْتَمَعات الصِّنَاعِيَّة، و لَيْسَت مُرَحَّلٌ تَطَوَّر الْبَشَرِيَّة مِن مَرْحَلَة الطُّفُولِيَّة، بَلْ هِيَ مَرْحَلَة متفتحة و مكتفية بِنَفْسِهَا لِأَنَّهَا شَكْلٍ مِنْ إشْكَالٍ الْحَيَاة الْإِنْسَانِيَّة التَّامَّة.
أَكْبَر خَطَّاءٌ يَرْتَكِبُه الْإِنْسَان عِنْدَمَا يَتَحَدَّث عَن الْفَنّ البُدائِيّ، هُوَ غَيْرُ مُنْتَشِرٍ فِي الثَّقَافَةِ مِثْل technology and economics، وَلَا بُدَّ أَنْ يَنْتَشِرَ الْفَنّ البُدائِيّ بِالْمِقْدَار نَفْسِه عَلِيّ أَرْض الْوَقْع؛ عِنْدَمَا نقارن بَيْنَهُمْ فِي بَعْضِ الْخَصَائِص الْمُعَيَّنَة مِثْلَ الدَّيْنِ وَ اللُّغَة و الْقَصَص و الْحِكَايَات و الْأَشْعَار و غَيْرِهَا مِثْلُهَا فِي مُجْتَمَعَات الْحَاضِر مُعَدًّا الْكِتَابَة.
و لَكِن يَتَّفِقُونَ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ عَلِيّ بَعْضِ الْأَشْيَاءِ مِثْلَ المنحوتات البرونزية النيجيرية الرائعة عِنْد اِكْتَشفَها قَالُوا بَعْضُهُمْ لَا يُمْكِنُ أَنَّهَا تَكُونُ مِنْ صَنَعَ الزنوج، و الزنوج هُو جِيلٍ مِنْ السُّودَانِ .
وبرغم مِنْ أَنَّ الشَّعْب بَدَائِيٌّ لَا يَقْرَأُ و لَا يَكْتُبُ، و لَكِنْ لَهُ أسَالِيب مُتَنَوِّعَةٌ و خَيَالُه رُفَيْع و عبقريته الخلاقة و ما زالَت ثقافتهم و its technology البَدَائِيَّة نَجِدْهَا فِي فَنِّ النيجيري.
وَكَانَ الْإِنْسَانُ مَا قَبْلَ التَّارِيخُ فِي الْعَصْرِ الحَجَرِيِّ قَادِرٌ عَلِيّ عَمِل أَشْيَاء لِعَجْز غَيْرَهُ وَيَكُونُ مُتَفَوِّق عَلَيْه، و الْأَمْثِلَة الْبَارِزَة عَلِيّ ذلك الشّي فُنُون الْعَصْرِ الَّتِي ذَكَرَ فِيهَا السيرهربرت رِئْد مِنْ أَفْضَلِ رسومات التَّدْمِير، و يُوجَد مهارات أَخِّرِي لَا تَقُلْ عَنْ مَهَارَةٌ بيزانيلو أَو بِيكاسُو مِثْل نِيُو و لاسكو.
وَكُلُّ مَنْ يَتَّفِق عَلَيَّ هَذَا الْقَوْلِ أَكِيدٌ رَأْي الرُّسُوم الْأَصْلِيَّةِ أَوْ رَأْيٍ نُسْخَةٍ مِنْهَا حيث كانوا الْقُدَمَاء يَتَّصِفُون بمهارات الْفَنّ، و تَعْبِيرِهِم يَظْهَرُ فِي فنونهم الْمُمْتَلِئ بالحيوية، وَهُم يَتَمَيَّزُون بِالذَّكاء مِنْ بَيْنِ كُلِّ الْعُصُور.
مَفْهُوم البَدَائِيَّة:
كلُود هُوَ وَاحِدٌ مِنْ الدارسين فُنُون البَدَائِيَّة، وَلَا يُمْكِنُنَا نَدْعُو الْفَنّ بِأَنَّه فَنّ Savage مُتَوَحِّش ، نَحْنُ لَا نشارك إلَّا بِقَدْرِ الْوَحْشِيَّة داخلنا نشارك فِيهِ إلَّا بِالْقَدْرِ الَّذِي نشارك فِيه نَحْن بِوَهْم الْوَحْشِيَّة، و عِنْدَمَا ننسى مشاكلنا الْإِنْسَانِيَّة الْعَمِيقَة الْمُشْتَرَكَة بِالصُّوَر و الرُّمُوز يُمْكِنُنَا أَنَّنَا نَدْعُو بالفن البُدائِيّ وبرغم مِنْ أَوَّلِ نَاسٌ خَطَرَ فِي ذِهْنِهِمْ مَتْحَف الْإِنْسَان هُم Anthropologists عِلْمًا الأنثروبولوجيين فِي مَدِينَةٍ بارِيس، وَهُوَ مِنْ أَجْمَلِ الْأَسْمَاء؛ وَ هَذا الِاسْمِ يَنْطَبِق عَلَيَّ كُلُّ مَتْحَف مَوْجُودٌ فِي الْعَالَمِ؛ و يُمْكِنُنَا أَنَّنَا نتخيل أَضْخَم مَتْحَف لِلْإِنْسَان و يَشْمَلُ كُلَّ التَّنَوُّع اللانهائي للبشرية.
وَفِي ذلك الْمُتْحَف لَا يُعْتَبَرُ قِنَاع مَنْ صَنَعَ قَبِيلَة الدان أَجْمَلُ مِنْ لَوْحَة كورو الْمُسَمَّاة امْرَأَة بِاللَّوْن الأَزْرَق، و هِيَ لَا تِمْثَالٌ بُرُونْزِي صَغِيرٌ مِنْ ساردينيا الَّتِي صَنَع قَبْلَ المِيلاَدِ بِأَلْف سُنَّةٌ؛ و هُوَ أَجْمَلُ مِنْ تِمْثَالٌ رودان الَّتِي يُوجَدُ فِي أَيَّامِنَا.
نَوْعَيْة الْحَيَاة الْإِنْسَانِيَّة تُقَاس بِالْأَعْمَالِ الَّتِي يَتْرُكَهَا تَدُوم لِلِاسْتِفَادَة مِنْهَا الْجَمِيعِ وَلَا تُقَاسُ بالأرقام أَو الأمتار أَو الأكيال أَوْ الْمَالِ، الْأَعْمَالَ هِيَ الَّتِي دَامَت لَنَا مِنْ البَدَائِيَّة مِنْ غَيْرِ أَعْمَالِهِم لَا نَعْرِفُ عَنْهُم شيئاً.
و إلَيّ إلْقَاء مَعَ الْجَزَء الثَّالث مِنْ عَلَاقَةٍ وَمَفْهُوم الْإِنْسَان البَدَائِيَّ بِالْحَدِيث والتَّطَوُّر
عَلَاقَةٍ وَمَفْهُوم الْإِنْسَان البَدَائِيَّ بِالْحَدِيث والتَّطَوُّر «الجزء الثاني»