يـــــــــــا غوثــــــــــــــــاة
« عَصِيرٌ الْكُتُب »
كتب: ناصر بسكالس
فِى عَامَ الْمَجَاعَةِ عَام « الرَّمَادَة 17هـ » بَعَث أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِرَسائِل اِسْتِغاثَةٌ إلَى كَافَّةِ أُمَرَاءِ الْأَمْصَارِ وَيَقُولُ لَهُمْ بَعْدَ السَّلَامِ « افترانى هَالِكًا وَمَن قَبْلِي وتعيش أَنْتَ وَمَنْ قَبْلَك » « فَيَا غَوْثَاهُ يَا غَوْثَاهُ يَا غَوْثَاهُ »
وَقْتُهَا لَمْ يُصَادِفْ النَّاسِ إلَّا الْجُوعُ وَلَيْس الْعَطَش وَهُوَ أَشَدُّ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَسْتَطِيع أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا أَنْ يُطَلِّقَ اسْتِغَاثَتُه الشَّهِيرَة ليحث بِهَا الْأُمَرَاء لِإِنْقَاذ الرَّعِيَّةِ مِنْ الْجوع هَذِه الْمُعَانَى مِتّ الزَّمَن الْجَمِيل الْقَدِيم، فَنَحْن الْآن أَصْبَحْنَا نَأْكُل وَنَشْرَب مانخرجه .
أَمَّا مُبَاشِرٌ مِنْ مِيَاهِ الشُّرْب الَّتِى اخْتَلَطَت بالمجارى وَمِيَاه الصَّرْف، أَوْ مِنْ خِلَالِ النَّبَاتَات الَّتِى رُوِيَت مِنْ تِلْكَ الْمِيَاهِ الْفَاسِدَة حَتَّى انْفَجَرَتْ آثَارِهَا المدمرة عَلَى الْإِنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ أَيْضًا ، وَلَمْ يَقْتَصِرْ الْمَوْضُوعِ عَلَى قَرْيَةٍ بِعَيْنِهَا أَوْ مُحَافَظَة بِعَيْنِهَا كَقَرْيَة البرادعة مُحَافَظَة القليوبية، إنَّمَا انْتَشَر كلنار فِى الهَشيم فِى كُلِّ المحافظات، والتى نَتَج عَنْهَا كوارس الْأَمْرَاض الَّتِى تَكَلَّف الدَّوْلَة الْكَثِير وَالْكَثِير.
وَنَحْن هُنَا لَنْ نَدْخُلَ فِى جَدَل الاتهامات الْمُتَبَادَلَة بَيْن شبكتى الْمِيَاه وَالصَّرْف الصحى وَلَا عَلَى الْمَشَاكِلِ المتشابكه مِن التَّنْفِيذ أَو الْمُقاوِلِين أَو الْأَشْرَافِ أَوْ المواسير وَسُوء الصِّنَاعَة، فكُلُّنَا شُرَكَاء فِى هَذِهِ المارثة المميته حُكُومَة وَشِعْب لَا اسْتَثْنَى أَحَدُ كُلُّنَا شُرَكَاء حَتَّى لانلقى اللَّوْمُ عَلَى أَحَدٍ بِعَيْنِهِ أَوْ أَدَارَهُ مُعَيَّنَةٍ أَوْ حُكُومَة الْكُلّ مُشَارِكٌ فِيهَا، وَهَذَا لَيْسَ موضوغنا الْآن.
فَمَا يهمنى وَيَهِم الْجَمِيعِ إنْ بَلَد النِّيل أَصْبَحْت تعانى مِنْ الْعَطَشِ فَهُنَاك أَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ فِى بَلَد النِّيل تعانى الْعَطَش، وَهَذَا لَيْسَ لِقِلَّة الْمِيَاه إنَّمَا وللاسف عَلَى ماحدث لِلْمِيَاه مِنْ تَلَوُّثِ مِنْ ايدى الْكَثِيرِين واختطلاتها بِمِيَاه الصَّرْف.
حَتَّى الْمِئَة الجَوْفِيَّة أَصَابَهَا الْفَسَادَ بِمَا تَمّ اسْتِخْدَامِه مِن ايسونات تَدِقّ بِدَاخِل الْأَرْض لتصريف مِيَاه الصَّرْفِ فِيهَا عَلَى مرئى وَمَسْمَع الْجَمِيعِ بَلْ وَتَسَابُق الْكَثِيرُون ليصلو لاعماق أَكْثَر فِى بَاطِنِ الْأَرْضِ بِجَهْل وَقِلَّة وَعَى ، حَتَّى انْتَفَخَ بَاطِنِ الْأَرْضِ وتمخض حُزْنًا ليلد لَنَا الْمِيَاه الملوثه وَالْقَاتِلَة.
فاختلاط الْمِيَاه بِالصَّرْف لَيْس وَلِيد اللَّحْظَة وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ تراكمات بَعِيدَة مُنْذُ سِنِينَ سَكَتَت فِيهَا الْإِدَارَة بِكُلّ اجهزتها عَنْ الْفَطِنَةِ وَالْحَذَرُ مِنْ هَذَا الطَّاعُونَ الْقَادِم بايدى ابنائها وَفِى غِيَاب الوعى الصحى والتعليمى وَعَدَم الِاهْتِمَام إلَّا بِالذَّات فَقَط، فَكُلُّنَا شاركنا الْمُؤَسَّسَات القيادية فِى هَذَا الْجِرْم فِى حَقِّ الْمِيَاه وَحَقّ أَنْفُسِنَا والاجيال القَادِمَة وَنَحْنُ أَيْضًا مِنْ يَدْفَعُ الثَّمَنَ مِنْ صحتنا وَأَمْوَالِنَا ووقتنا.
يـــــــــــا غوثــــــــــــــــاة
حَتَّى عِنْدَمَا بِدَاء الْفَهْم والوعى بِإِقَامَة الْمَشْرُوعَات القَوْمِيَّة الَّتِى بَادَرَ بِهَا وَأَطْلَقَهَا فَخَامَة الرَّئِيس وَجْهِنَا الكَوَارِث الْأَكْبَر والاغبى والايادى المرتعشه لقيادات لَيْس مَكَانَهَا القِيادَة إنْ لَمْ يَكُنْ دَاخِلَةٌ الوَطَنِيَّة والانتما قَبْل الْمَنْصِب الْجَاه وَحِرْصُهُ عَلَى الْمَنْصِب قَبْل الانْتِماء .
وَجْهِنَا السِّيَاسَة الْعَمْيَاء والجاهله فِى التَّنْفِيذ فَأَخَذْتُ مِنْ التَّدْمِير والاعاقه مَبْدَءا وَأَصْبَحَت الْحَيَاة الْكَرِيمَة الَّتِى نَادَى بِهَا السَّيِّدُ الرَّئِيس كابُوس مُزْعِج لِكُلِّ مُوَاطِنٍ وَالسَّبَب فِى ذَلِكَ عَدَمُ الْمُتَابَعَةِ وَدِقَّة التفيذ وَرِدَائِه الخامات،
وَأَصْبَح الكابوس اثْنَان وَالطَّاعُون اثْنَان الْمِئَة الَّتِى اهدرت صِحَّة الْإِنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ ، وَسُوء تَنْفِيذ التَّوْجِيهَات الَّتِى نَادَى بِهَا السَّيِّدُ الرَّئِيس، و أَصْبَحْنَا نعاقب أَنْفُسِنَا بِالْمَشْرُوعَات .
يـــــــــــا غوثــــــــــــــــاة
نَرَى كُلَّ يَوْمٍ الْعِلَل والتحازير وَالْأَسْبَاب وَالْعِلَاج أَيْضًا . وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَتَغَيَّرْ شَيْئًا مِمَّا نَأْكُلُه ونشربه وَبَدَل الْحِسَاب وَالْعِقَاب يَنْعَم الْكَثِير بمكاتبهم دُون مُتَابَعَة أَو أَىّ إحْسَاس بِالْمَسّؤلية وهنا لايسعنى إلا أن اقتبس إستغاثة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه «ياغوثاة ياغوثاة ياغوثاة».
موضوعات متعلقه..