ناصر بسكالس يكتب: أَوْجَاع نَهْر النِّيل الْجُزْءِ الثَّالِثِ

0

ناصر بسكالس يكتب: أَوْجَاع نَهْر النِّيل الْجُزْءِ الثَّالِثِ مِنْ عَصِيرِ الْكُتُب
النِّيل يَصْرُخ وَيُنَادَى يَا احفادى لاتتركونى اُحْتُضِر فَأَنَا الشِّرْيَان لَكُم وَالْوَرِيد .

وَزَارَة الرى تُحَاوِل والصحافه تُكْتَب وتنبه وَلَكِنْ لَيْسَ مِنْ مُجِيبٌ .
لاَبُدَّ أَنْ ندق ناغوص الْخَطَر حَوْل نَهْر النِّيل قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ وَلَا يَسْتَطِيعُ الْحَيَاة ضَاقَت جَوَانِبِه مِنْ كُلِّ اتِّجَاهٌ ضَاعَت مَبَاهِجُه مَعَ الرِّيَاحِ . أَيْن أَجْرَاس الْخَطَر الَّذِى يَجِبُ أَنْ تَدِقّ بِلَا تَوَقُّفٍ معلنه عَن الْأَخْطَار الَّتِى يَتَعَرَّضْ لَهَا شِرْيَان الْحَيَاة فرتم الْحَيَاة سَرِيع إنْ لَمْ نُدْرِكْ الْأَخْطَار وَنَسْمَع الْأَجْرَاس ضَاع مَعَهَا الْحَيَاة وَالشِّرْيَان .
يَجِبُ أَنْ نُفُوق وَنَسْمَع دَقّ الْأَجْرَاس فَالْمِيَاه هِى الْحَيَاة وَمَع تَغَيَّر الْعَوَامِل البيئيه أَصْبَح نُقْطَة الْمِيَاه تَسَاوَى حَيَاة وَنَحْن لَدَيْنَا النِّيل فَهَل نَتْرُكُه يَمُوت .

مِنْ الْمُهِمِّ والضرورى جِدًّا أَنْ نَبْعَث فِى حاضرنا الْوَقَار للنيل ، ونكمل مَاضِيَةٌ بِحَاضِرَة ونتغنى بِه .
فَلَقَد اِهْتَمَّت الصَّحَافَة كَثِيرًا بِالنِّيل وَمَا يَتَعَرَّضْ لَهُ ومازالت تُكْتَب وَتَقَدَّم الدراسات حَوْل اِغْتِصَاب النِّيل وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى أَوْ بِمَعْنَى آخَرَ لَيْسَتْ الْحُلُول الرادعه لِمَنْع اغتصابه وَقَطَع شرايين الْحَيَاة .

لاَبُدَّ أَنْ يَحْيَا فِينَا حُبّ النِّيل وَإِن مِصْر هِبَة النِّيل فَالْعَالِم يَتَسَابَق فِى الْحُصُولِ أَوْ تَوْفِير الْمِيَاه بشتي الطُّرُق وَنَحْن نهدر آدَمِيَّة وَحَيَوِيَّة النِّيل بردمه بالمخلفات وَالْقَاذُورَات ومخلفات الْمَصَانِع حَتَّى ضَاقَ بِنَا النِّيل وَيَكَاد يُقَاوِم كُلُّ هَذَا الاغْتِصَاب .
يَجِبُ أَنْ نَعُودَ لِحُبِّه الحقيقى الَّذِى وَرَّثْنَاه عَن السَّابِقِين وَتَغَنَّوْا بِهِ وَفَرِحُوا لَه . وندرك أَنَّ بِدُونِهِ لاحياه لَنَا . مِمَّا يَجْعَلُ لِكُلِّ فَرْدٍ مِنَّا قُوَّة رَادِعَة لحمايته مِن السطو والاغتيال فِى كُلِّ جَوانِبِهِ .

مصر هبة النيل

لَقَد وَهَبْنَا اللَّهُ فِى مِصْر النِّيل الْعَظِيم وَلَقَد أَعْطَى لِمِصْر وشعبها مُنْذُ الأزَلِ الْحَيَاة وَالْأَمَان .

يَجِبُ عَلَيْنَا حِمَايَتُهُ وَالدِّفَاعُ عَنْهُ مِنْ أَنْفُسِنَا وَمِنْ الْغَيْرِ فَكَفَى ماحِل بِهِ مِنْ اِغْتِيالٌ لِجَمَالِه وَاتِّسَاعِه وعزوبه مِائَة فَأَصْبَح كَبِيرَ السِّنِّ غَيْرُ قَادِرٍ عَلَى الْحَرَكَةِ مِنْ كَثْرَةِ العَرَاقِيل بِجَوَانِبِه وبداخله ضَاعَت شواطئه وتاهت مَعَالِمَه وَتَغَيَّرَت صَفَاء مِيَاهِه وَأَصَابَه العقم . مِنْ كَثْرَةِ الشَّوَائِب وَالْمُخَلَّفَات الَّتِى تَلْقَى بِه .
فنيلنا كَانَ عَلَى مَرِّ الْعُصُورِ مَصْدَرٌ للبهجه وَيَنْشُر الْجَمَالِ وَالْكَمَالِ عَلَى جوانبيه وَبَيْن شاطئيه .
نيلنا الْيَوْم فِى حَاجَةٍ لَنَا جَمِيعًا لِنَكُون لَه حِمَايَة ، نيلنا فِى حَاجَةٍ لِحُبّ كُلّ مصرى صَمِيم لِيَعُود النِّيل الشِّرْيَان وَالْوَرِيد لِكُلّ مَبَاهِجِ الحَيَاةِ .

وَلِكُلٍّ مِنْ الْقَائِمِين عَلَى حِمايَتِه يَجِب تَغْلِيظُ الْعُقُوبَةِ لِكُلّ مُغْتَصَب للنيل مِن مبانى فِى حُرْمَتِهِ أَوْ قُمَامَة بِهِ أَوْ أَىّ إِعاقَةٌ مِنْ أَىِّ نَوْعٍ أَوْ تَصْرِيف

مُخَلَّفَات بِهِ لِأَنَّ النِّيل مِلْك لِكُلِّ فَرْدٍ فِينَا مِلْك لِكُلِّ إنْسَانٍ يَعِيش بِمِصْرَ الْمَحْرُوسَةِ وَلَيْسَ لَنَا فَحَسْبُ بَلْ لاجيال قادِمَةٌ لاَنَعْرِف كَيْف سَتَكُون وَفَّرَه الْمِيَاهُ عَلَى أَيَّامِهَا . مَعَ كُلِّ هَذِهِ التغيرات البيئيه والسكانيه والعالميه فِى التَّعْدَاد السكانى وَظَوَاهِر الْكَوْن الْخَفِيَّة وَتُسَارِع الْحُكُومَات الدَّوْلِيَّة للسيطره عَلَى مَصَادِر الْمِيَاه .

مِنْ حَقِّ الأَجْيَالُ القَادِمَةُ عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نحافظ لَهُمْ عَلَى الْحَيَاةِ بِالنِّيل الْعَظِيمُ كَمَا فَعَلَ السَّابِقُون لَنَا . كَمَا أَخَذْنَا مِنْهُمْ لاَبُدَّ أَنْ نَتْرُك لَهُم شِرْيَان الْحَيَاة خالى مِنْ السَّمُومِ الَّتِى مَلَأَت النَّهْر الخَالِد . فَهَذَا فَرْضٌ عَلَيْنَا جَمِيعًا حُكُومَة وَشِعْب .

أَخِيرًا وَلَيْسَ آخِراً النِّيل هُو حَيَاة لِكُلّ مِصْر فبغيرة نَمُوت وَتَمُوت مِصْرَ إنْ أَوْجَاع النِّيل هِى فِى الْوَاقِع اوجاعنا جَمِيعًا . وَلَا أَمَل للنيل وَلَا لَنَا مَالَم نَلْتَفِت إلَيْه بوعى وَعَقْل وَقَلْب وَضَمِير وَإِن يَتَحَوَّل كُلِّ فَرْدٍ مِنَّا إلَى قُوَّةِ فَاعِلُه تتعانق مَع الْمَنْظُومَة الحُكُومِيَّة حَتَّى نَسْتَطِيعُ أَنْ نُخَلِّصَ نيلنا الخَالِد مِن

أَوْجَاعِه ونرد لَهُ وَجْهُهُ الْجَمِيل الَّذِى تَغَنَّى بِجَمَالِه الفنانون وَكَتَب فِى صَفَاء مِائَة الشُّعَرَاء وسردت عَلَى شواطئه قَصَص الحب .

ناصر بسكالس يكتب: أَوْجَاع نَهْر النِّيل الْجُزْءِ الثَّالِثِ


اقرأ ايضاً

ناصر بسكالس يكتب: أَوْجَاع نَهْر النِّيل الْجُزْء الثَّانِى

أوجاع نهر النيل «الجزء الأول»

Leave A Reply

Your email address will not be published.