المبنى المهدوم و المال الملعون

0


كتب:  نيڨين عزت

كثيرا ما نسير في الطرقات الطويلة و نجد على جانبيها جدران عالية تعلو ظلالها تحت أشعة الشمس الدافئة و نجد تلك الجدران ملطخة بألوان الزمان فكل حجر منها يصرخ بذكرى و لحظة من العمر حتى و إن كانت تلك الذكري سيئة إنما على الرغم من كون الحجارة جماد صامت إلا أن صوتها أعلى من صراخ البشر جدران قديمة و حطام مهدود وسط أجواء ترابيه و رياح عاصفة و تأتي تلك الرياح بما تشتهيه السفن على النقيض من المقولة الشهيرة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن  هكذا أتت الرياح بمال تشتهيه النفس البشرية .

و رغبة في مواكبة العصر هكذا هو المال جاء الي الأرواح  عارضاً عليها السلطة و الجاه مقدماً لها كافة سبل الراحة و الرفاهية ليهدم كافة الذكريات المحفورة على الجدران و كانت الرغبة هي الدافع الأول في هدم الجدران و على الرغم من ذلك ليس هناك حرج فمن منا لا يرغب في الراحة وسط قسوة هذا الزمان الجبار من منا لا يريد أن يتنفس نقاء الهواء و يجد كل رغباته مجابة هنا يظهر التناقض و صراع النفس البشرية بين جدران قديمة بها رائحة الزمان الجميلة و بين رغبة في الراحة بعد العناء فمن المخطئ و من المُصيبأم أن المال أصبح ملعوناً فيوفر لنا سبل الترفية و لكن يحطم كل ذكرى من الزمان.

كم كان الإختيار صعباً على البعض و في غاية السهولة على البعض الآخر و قد أصبح الاختيار واضحاً و المال هو سيد القرار و هنا تُهدم الجدران و تندثر الذكريات تحت الحطام و العجيب ان الخطأ يلبس ثوب الصواب و يدعي بأنه صواب و العكس صحيح و هنا تختلط الأمور على البعض هل الخطأ مُصيب أم الصواب مُخطئ؟! ليس للجدران السن لتنطق بما تريد البوح به إنما رؤيتها في حالة حطام تعلن عما كانت ترغب في قوله و لكن قد فات الأوان و الصمت خير جواب.

فما للحطام ان يُقام و ما للجدران ان تُصان و المال الملعون يُصيب الخطأ و يُخطئ الصواب و نحن في عالم يعج بالذئاب البشرية كل ما تفعله في طريقها هو افتراس الحملان و ها نحن الجمهور المشاهد بعد انتهاء كل مشهد و انغلاق الستار نرفع ايدينا بالتصفيق الحار و نغلق أعيننا عما يختبئ خلف الكواليس و لك ان تتخيل ما الكواليس سواء ان كانت جدران مهدومة في ترابها لحظات ثمينة أم مال ملعون جعل منا مشاهدين غافلين انها دائرة الحياة فكيف لك ان تسير و اي اتجاه ستسلك فيه تُمسك بالجدران أم تلفت بالأموال؟!

Leave A Reply

Your email address will not be published.